مع صباح اليوم الاثنين وجدت نفسي قابعاَ بين أوراق التمريض أنهل من أفكاره الخصبة و تعاملاته المزورة بين حقيقة نخفيها وألم نحكيه , بين قضية كبرى وظليمه تروى
واتسائل بين حين وآخر
من هو السبب الحقيقي وراء ما نراه من تفاوت كبير في كفاءة منسوبيه ؟
ومن هو المسئول عن تلبية إحتياج أفراده ؟
وماذا قدم الصالح من موظفيه للطالح منهم ؟
ولماذا نعيش حالة الإنفصام والإنقسام التي كبرت فجوتها وأزدادت رقعتها فخرجت من منطق (المنافسة) إلى مسمى (المحاربة) والبحث عن أخطاء فادحة لتتغنى بها الصفحات وتندمل لها الافئدة التي ما زال بها بصيص من أمل لعودة قلب التمريض وأساسه المتين ..؟؟
وفي طور أبحاثي الخاصة وجدت بأن الغالبية من التمريض أفتقدوا الحس الجميل وراء ( التمريض الحقيقي ) ولعلني هنا ألوم الجهات التعليمية للتمريض وإدارات التمريض ومشرفي التمريض ومنسوبي التمريض لاشتراكهم جميعاَ في هذه العملية حيث أنهم السبب الحقيقي وراء ذلك , خاصة أنهم لم يغرسوا مفهوم التمريض في قلوب الناشئة من الممرضين والممرضات فأنساقوا وراء اللهو والعبث بهذه المهنة .
ليس الكثيرون ولكنهم القلة ومن المتعارف عليه بأن (الخير يخص والشر يعم) فعمّت أهازيج كثيرة من قبل خفافيش الظلام الذين يبحثون عن أخطاء التمريض للتغني بها والرقص على أوتارها فأضحت المهنة في وضع لا يحسد عليه .
بلا أدنى جدال , لا ينكر كائناَ من كان أهمية التمريض في مجال الصحة والطب , ولا ينكر أحد ما وصل إليه التمريض من تقدم وإزدهار , ولا ينكر أحد أننا بحاجة إلى التطوير في المهنة , والتطوير الذي أعنيه ليس خاصاً بأمورها الإدارية فهذا ليس من شأننا فهناك من هو جدير بالحديث عنه , ولكنني أعنى التطوير في ممارسة حرفية المهنة وترجمة مهارتها وعلومها بالميدان الذي نعمل به سواء كان في مستشفى أو مركز صحي أو مركز طبي أو عيادة أو قسم .
ومن هذا المنطلق فإنني أناشد وأطالب بما قد طالب به الكثيرون قبلي وهو ما يسمى بـ ( الإحتراف في مهنة التمريض ) الذي أصبح ضرورة حتمية لتطبيق الممارسات التمريضية المتخصصة والإلمام بعلوم التمريض في مختلف الأقسام وليس الإنحصار بقسم معين لتعميم المبدأ الذي نبحث عنه وهو التعريف بـ (حقيقة التمريض) .
ولكي لا تختلط الأمور فهناك فرق بين ( الإحتراف ) و ( التخصص ) وهو بطبيعة الحال فرق شاسع فالأول يعني إتقان العمل التمريضي وتقديمه كحرفة معتمدين على المعلومة الصحيحة 100% ومقدمين الخدمات التمريضية التي ينص عليها قانون العمل والوصف الوظيفي له بأداء إحترافي , أما الثاني فالمقصود به تأهيل التمريض بتخصصات معينة دون التركيز على أداء الجودة أو تطبيق المبادئ التمريضية التي نصت عليها القوانين .
إن الأعداد الكبيرة التي تنضم للتمريض في كل عام والتغييرات السريعة في دراسة وتعليم التمريض بمختلف مداخلها , يفرض علينا أن نتعامل مع هذا بعقلية جديدة قائمة على أننا بحاجة ماسة إلى التطوير وفق منهجية ( التعليم التمريضي من أجل التطوير لمدى الحياة) للتعامل مع مخرجات التمريض وتأهليها لتطبيق مبادئ ومعايير الإحتراف في المهنة .
هذا التطور الجديد الذي نعيشه يتطلب علينا تعديل مفهوم الإدارة التمريضية لدى (إدارات التمريض) و (مشرفي التمريض) بكل مؤسسة صحية أو طبية , حتى تواكب ذلك وتتعامل معه كضرورة أساسية مأكدة , حرصاً على تلبية احتياجات المهنة الفنية منها والإدارية لتنمية وتنظيم وتقييم الخدمات التمريضة .
ولا ننسى بأن الاحتراف في المهنة لا يمكن أن نعتبره واجبا فرديا فحسب بل إنه ضرورة مشتركة من قبل الجميع لتشكيل فريق متكامل كما أنه يحتم علينا اعتباره مسؤولية جماعية حيث يجب أن نتحرر من مصطلح (الأنا) التي يجيد عزفها الكثير من المدراء والموظفين متناسين جهود وخدمات المحيطين بهم من زملاء وزميلات .
ولا شك بأن الخدمات الإلكترونية والتقنية والتي يندرج من ضمنها هذا المنتدى الرائع أحد أهم الوسائل التي نستطيع من خلالها بث مصطلح الإحتراف وتطبيق قواعده وترسية ما يمكن ترسيته من ممارسات تمريضية عن طريق الانفتاح على جميع الخبرات التي نستطيع الحديث والحوار معها و إرسال وإستقبال جميع المعلومات والمعايير والتعاميم الجديدة الخاصة بالمهنة .
أعتذر للإطالة وما زال للحديث بقية وسنحاول معكم بإذن الله توضيح الرؤى والأفكار في الردود حول الموضوع ومناقشة جميع المرئيات واحتواء جميع الأفكار والمقترحات .
التوقيع
النجاح سلالم
لا تستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك .......!!
http://www.gndmoh.com/vb/index.php